المرأة المصرية أيقونة الشهر.. “8 مارس” تحتفل بـ”اليوم العالمى للمرأة”.. “16 مارس” بـ”يوم المرأة المصرية”.. و21 مارس ذكرى “عيد الأم”
ونحن فى مارس «شهر المرأة»، حيث الاحتفال فى 16 مارس بـ«يوم المرأة المصرية»، وفى 21 مارس بـ«عيد الأم»، تبقى المرأة المصرية نموذجا متفردا فى العطاء والنجاح، وأيقونة فى التحدى والصمود وإثبات الذات.
أيضا تحتفل مصر ودول العالم باليوم العالمى للمرأة، فى 8 مارس، وهو اليوم الذى أقرته الأمم المتحدة قبل 47 عاما ليتم فيه الاحتفاء بالمرأة فى جميع أنحاء العالم، ليحمل شعار «فكروا بالمساواة» للتركيز على النهوض بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، فى مجالات نظم الحماية الاجتماعية وإمكانية الحصول على الخدمات العامة والبنية التحتية المستدامة، واليوم تأتى المناسبة الرابعة والتى ستظل دائما فى ذاكرة المرأة، حيث بدأ جلوسها على المنصة القضائية بمجلس الدولة بعد غياب ظل 73 عاما، ففى خطوة تاريخية غير مسبوقة فى تاريخ مجلس الدولة منذ إنشائه عام 1946، قرر المستشار محمد محمـود حـسام الدين رئيس مجلس الدولة، إنه اعتبارا من اليوم السبت 5 مارس، سيبدأ جلوس جميع القاضيات على منصة القضاء مع زملائهن من القضاة، وتحضر القاضية ضمن تشكيل المحكمـة كمـفـوض دولة على مستوى الجمهورية، كما ستبدأ القاضيات برئاسة جلسات تحضير القضايا واستكمال المستندات اللازمة للفصل فيها، وتهيئتها للمرافعة، وبهذا تكون القاضيات قد تحقـق لـهـن جميـع صـلاحيات واختصاصات القاضى فى مجلس الدولة بالجلوس على المنصة مثـل القضاة، وفى ذات الوقت سيستمر بحـثهن للقضايا وإعداد تقارير بالرأى القانونى فيها، كما سيستمر تدريبهن لمزيـد مـن صقـل الشخصية القضائية وشرح مدونة التقاليد القضائية ودليل العمل القضائى.
وقال رئيس مجلس الدولة، إنه تنفيـذا لـقـرار الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهوريـة رقـم 446 لسنة 2021 فى الثالث من أكتوبر 2021 بتعيين عدد 98 قاضية فى مجلس الدولة، تم توزيعهن للعمل فى الدوائر المختلفة لهيئة مفوضى الدولة، حيث قمن بدراسة القضايا وإعداد تقارير بالرأى القانونى فيها وشاركن زملاءهن مـن القضاة فى الإنجاز المتميز الذى يتم حاليا بالمجلس، وفى ذات الوقت اجتازت جميع القاضيات دورة تدريبية مكثفة لاكتساب التقاليد القضائية ومهارات العمل القضائى ودراسـة ملفـات القضايا وإدارة الجلسة والإلمام ببعض الأمور المتعلقة بالأمن القومى ومكافحة الفساد والمشروعات القومية وزيارة بعضها. وأضاف رئيس مجلس الدولة أنه تأكد من كفاءة وتميز القاضيات وسرعة الاندماج فى الهيئة القضائية لمجلس الدولة، كما أثبتت المتابعة المقدمـة عنهن الدقة فى بحث القضايا وإعداد التقارير القانونيـة فيهـا والمشاركة فى المداولة والتعاون مع الزملاء والرؤساء.
فى سياق متصل وفى خلال احتفال مجلس الدولة بـ «يوم الوفاء والإنجاز ــ العام الثانى»، فى الأسبوع الأخير من فبراير الماضى، تم تكريم قضاة المجلس الأكثر تميزا فى الإنجاز خلال العام القضائى، وعددهم يناهز الـ100، وتم تكريم شيوخ المجلس ممن اكتمل عطاؤهم، وبلغوا السن القانونية خلال العام القضائى، تقديرا لما قدموه لمجلس الدولة وللوطن العزيز طوال رحلة عطائهم المديدة، ولن ينسى المجلس تكريم أسماء قضاته الأجلاء ممن انتقلوا إلى رحمة الله تعالى خلال العام ذاته تقديرًا لعطائهم.
وقال المستشار محمد حسام الدين، إن الفتاوى والاستشارات القانونية التى تقدم للمجلس لإبداء طلبات الرأى فيها، تم إنهاء جميع طلبات الرأى القديمة الموجودة منذ فترة طويلة، وأصبح الإنجاز عاليا ويتجاوز 96% من المعروض، ويصل إلى 100% فيعتبر مجلس الدولة بيت الخبرة، وأعلى جهة استفتاء قانونى فى مصر، وأصبحت الموضوعات يتم الرد عليها خلال شهر أو اثنين على الأكثر، أما بالنسبة لقسم التشريع المختص بمراجعة القوانين واللوائح الواردة من البرلمان لمراجعتها وتكييفها بالشكل القانوني، أصبحت سريعة المراجعة، ويتم الرد على جميع الجهات الطالبة بسرية تامة وسرعة فائقة، حيث أصبحت المراجعة فى نفس يوم الطلب. وأكد رئيس مجلس الدولة، أن هذا النجاح تم بتصميم ووضوح الرؤية وتكاتف الجميع قاضيات وقضاة، ويغلفه حسن التنظيم من الإدارة والمتابعة اليومية، قائلًا: «نحن فى هذه الاحتفالية نفخر بما وصل إليه مجلس الدولة»، وتم تنظيم قبول ملفات المتقدمات الجدد من الدفعة الحديثة للتعيين بمجلس الدولة، ويقدمن ملفاتهن للتعيين بالمجلس لأول مرة منذ إنشائه، ما يمثل إنجازا غير مسبوق يأتى ضمن إنجازات عهد الرئيس السيسي.
«اليوم السابع» تقدم فى هذا الملف وتزامنًا مع احتفالات شهر المرأة؛ عدد من أبرز إنجازات مجلس الدولة، والتى يأتى فى مقدمتها صعود المرأة منصة مجلس الدولة القضائية، إلى جانب بعض النماذج الناجحة للمرأة، من الضابطات وأمهات الشهداء، ممن يظلن قدوة لغيرهن من الفتيات والنساء، ونموذجا فى الفخر والعطاء.
– بهجة القاضيات بعد التعيين من علامات الجمهورية الجديدة
يقول المستشار طه كرسوع الأمين العام لمجلس الدولة، إن البهجة الحقيقية التى نراها حاليا، لاسيما فى تعيين قاضيات جدد لتعتلى منصات القضاء، من علامات الجمهورية الجديدة، مضيفا أن مجلس الدولة بدأ يكون فيه مشاركة إيجابية من القاضيات الجدد للعمل جنبا إلى جنب بجانب زملائهم من الرجال، والقضاة هم قضاة المشروعية يطبقوا أحكام الدستور والقانون وتنفيذها التى منها المساواة «قولا وعملا»، من ضمن القواعد الدستورية فى الدستور المصرى، ولا يوجد فرق نهائى بينهم، ولا تمييز بين القاضى الرجل والقاضية المرأة، طبقا لقواعد العمل، بما يسند إليهم فى جميع تكليفاتهم المسندة اليهم فى أى مكان ولا أعتقد إنى سوف أرى أى تفرقه نهائيًا، ولكن فى النهاية لا ننسى أن القاضية جزء فاعل فى المجتمع والأسرة فهى أم وزوجة ولها حقوق قانونية، يكفلها الدستور والقانون إلى جانب حقها فى المشاركة الى جانب الرجال.
– الرئيس السيسى استطاع أن يعيد المرأة المصرية لمكانتها المستحقة
علقت فريدة الشوباشى، على قرار تجليس المرأة على منصة مجلس الدولة، اليوم لأول مرة منذ إنشائه عام 1946، قائلة: نعيش اليوم أزهى العصور الديمقراطية على مر التاريخ تحت قيادة الرئيس السيسى الحكيمة، الذى استطاع النهوض بمصر بكل أطيافها والنهوض بالمرأة بوجه خاص، فنجح الرئيس فى الارتقاء بمكانة المرأة فى أعلى المناصب، واضعا لها مكانة عظيمة تستحقها عن جدارة.
وأضافت «الشوباشى» فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» أن المرأة هى التى أنجبت الرجل، لكى يكون فى وطن يستحق أن يفخر بالمرأة بداخلة، مؤكدة أن المرأة اعتلت العديد من المناصب المهمة، وهى عمود المجتمع ومقدسة لأن الأم تستحق أن تقدس.
واستكملت قائلة: كانت بداية الطريق الصحيح بتعيين الراحلة حكمت أبو زيد أول وزيرة مصرية باختيار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ومن هنا بدأت قصة نجاح المرأة فى المجتمع، ولكن شاهدنا فترة من الزمن حجبت وجود المرأة من جماعات غرضها الأساسى هو تخريب قوام المجتمع، حتى استطاع الرئيس السيسى أن يعيدها لمكانتها القوية المستحقة، مؤكدة «الحمد لله رجعنا للطريق السليم مجددا».
– ما يحدث اليوم يأتى تتويجا لمسيرة حافلة من كفاح المرأة المصرية لنيل حقوقها وتمكينها من المشاركة الفعالة فى جميع المواقع
تقول النائبة فيبى فوزى فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، إن الاحتفال بتجليس المرأة قاضية على منصة مجلس الدولة يأتى تطبيقاً لقرار فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتعيين 98 قاضية فى مجلس الدولة تتويجا لمسيرة حافلة من كفاح المرأة المصرية لنيل حقوقها وتمكينها من المشاركة الفعالة فى جميع المواقع، تنفيذية كانت أو تشريعية أو قضائية، هذا من جانب ومن جانب آخر يأتى تأكيدا على ما يحمله فخامة الرئيس من تقدير واحترام عميق لقدرات المرأة المصرية وما تتمتع به من إمكانات لا يمكن بأى حال أن يتم تجاهلها، إذا أريد للجمهورية الجديدة أن تنطلق إلى ما تصبو إليه من آفاق تنمية وتطوير هى بامتداد تاريخ وحضارة الأمة المصرية، الضاربة فى العمق لآلاف السنين.
وأضافت: اليوم – ولا ريب – مناسبة سوف يسجلها التاريخ ليس فقط للمرأة المصرية التى تستحق بامتياز ما حصلت عليه، ولكن لكل من ساهم فى تحقيق هذا الأمل وأعان على تجسيد الحلم، من رجال القضاء الشرفاء الذين كان نبراسهم دائما الحق ورائدهم أبدا تحقيق العدالة، فما بالنا والأمر يتعلق بشريكاتهم فى الحياة والوطن.
وتابعت: بقدر سعادتى بأن أرى قاضياتنا الجليلات يشرُفن بتسلم مسؤولياتهن فى مجلس الدولة، بقدر ما أثق تماما فى أن هذه المؤسسة القضائية ذات التاريخ التليد وصرح العدالة المجيد، سوف يشرُف بوجودهن فى أروقته يحملن مع أقرانهن من رجال القضاء الأجلاء مشعل العدالة، فى مسعى لا يستهدف سوى رفعة الوطن وإعلاء مصلحته.. وبعد تعيين المرأة المصرية فى النيابة العامة ومن قبلها النيابة الإدارية، يأتى تقلدها هذا الموقع الرفيع الشأن فى مجلس الدولة باعتباره درة التاج على رأس المرأة المصرية، وأعتقد جازمة أن هذا الحدث سيؤرخ لمرحلة جديدة من عمر وطننا، وأزعم أنها مرحلة من أزهى وأجل ما شهدته أرض المحروسة، أدام الله عزها، ولا يسعنى فى هذا الصدد سوى أن أكرر بالغ شكرى وعظيم احترامى لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى آمن بقدرات المرأة المصرية، وسعى فى تمكينها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، حتى بلغت القمة فى كل مجد و شرف، ولقد بادلته المرأة المصرية ولاء بولاء، ووفاء بوفاء، كما شهدنا ذلك فى أكثر من مناسبة، كان للمرأة فيها مواقف بارزة وخيارات حاسمة حفاظًا على صالح الوطن ومقدراته وصونًا لمستقبل أجياله القادمة.
وقالت: كل التحية والتقدير للسادة القضاة الاجلاء أعضاء مجلس الدولة بقيادة معالى المستشار الجليل محمد محمود حسام الدين رئيس مجلس الدولة وخالص التهانى وأطيب التمنيات للقاضيات الفضليات، ودعواتى للمولى عز وجل أن يكتب لهن التوفيق والسداد فى مواقعهن الجليلة.
– زادت أعياد المرأة المصرية فى شهر مارس لتحتفل بجنى ثمار نضالها على مدار 72 عاما
تقدمت الدكتورة مايا مرسى، بخالص التحية والتقدير إلى المستشار محمد محمـود حسام الدين رئيس مجلس الدولة، لقراره بأنه اعتبارًا من اليوم السبت 5 مارس 2022 يتم جلوس 98 قاضية على منصة القضاء مع زملائهن من القضاة فى مجلس الدولة. وأكدت رئيسة المجلس القومى للمرأة، أنها فى قمة سعادتها وفخرها بأن تشهد لحظة جلوس هؤلاء القاضيات على منصة القضاء، وأن ذلك يتزامن مع شهر مارس شهر أعياد المرأة المصرية، قائلة: «لقد أصبح يوم 5 مارس 2022 يوما تاريخيا جديدا فى حياة المرأة المصرية، وزادت أعياد المرأة المصرية فى شهر مارس لتحتفل بجنى ثمار نضالها على مدار 72 عاما». ووجهت الدكتورة مايا مرسى التحية إلى الدكتورة العظيمة الراحلة عائشة راتب، التى ناضلت لوصول المرأة منصة القضاء منذ خمسينات القرن الماضى، قائلة: «اليوم تجنى حفيداتك ثمار نضالك فلترقد روحك بسلام واطمئنان بأن نضالك لم يذهب سدى».
ولفتت إلى أن تحقيق هذا الحلم لم يكن يحدث دون وجود إرادة سياسية داعمة مؤمنة بأن تمكين المرأة المصرية هو واجب وطنى، والقرار يأتى تنفيذا لقرار الرئيس السيسى رئيس الجمهورية رقم 446 لسنة 2021 فى الثالث من أكتوبر 2021 بتعيين عدد «98» قاضية فى مجلس الدولة، فقد تم توزيعهن للعمل فى الدوائر المختلفة لهيئة مفوضى الدولة، حيث قمن بدراسة القضايا وإعداد تقارير بالرأى القانونى فيها وشاركن زملاءهن مـن القضاة فى الإنجـاز المتميز الذى يتم حاليًا بالمجلس، وفى ذات الوقت اجتازت جميع القاضيات دورة تدريبية مكثفة لاكتساب التقاليد القضائية ومهارات العمل القضائى ودراسة ملفات القضايا وإدارة الجلسة والإلمام ببعض الأمور المتعلقة بالأمن القومى ومكافحة الفساد والمشروعات القومية وزيارة بعضها.
وتابعت: لذلك تقرر اعتبارًا يوم السبت 5 مارس الجارى جلوس جميع القاضيات على منصة القضاء مع زملائهن من القضاة، بحيث تحضر ضمن تشكيل المحكمة كمفوض دولة على مستوى الجمهورية، كما ستبدأ القاضيات برئاسة جلسات تحضير القضايا واستكمال المستندات اللازمة للفصل فيها، وتهيئتها للمرافعة، وبهذا تكون القاضيات قد تحقـق لهن جميع صلاحيات واختصاصات القاضى فى مجلس الدولة بالجلوس على المنصة مثل القضاة، وفى ذات الوقت سيستمر بحـثهن للقضايا وإعداد تقارير بالرأى القانونى فيها، كما سيستمر تدريبهن لمزيـد مـن ثـقـل الشخصية القضائية وشرح مدونة التقاليد القضائية ودليل العمل القضائى.
– «ناهد الواحى»أول ضابطة مصرية بقوات حفظ السلام
لم تتخيل المرأة فى الشرطة النسائية يوما من الأيام الالتحاق بـ«قوات حفظ السلام» التى كانت مقتصرة على الرجال، لكن المرأة اقتحمت هذه المنطقة، وانضمت لقوات حفظ السلام جنبا إلى جنب مع الرجال، وكانت اللواء ناهد الواحى أول من انضمت لحفظ السلام، وقالت: منذ دراستى فى الثانوية العامة وحلم الالتحاق بكلية الشرطة يراودنى، حتى جاءت الفرصة عندما طلبت كلية الشرطة طالبات خريجة جامعات يجدن اللغة الفرنسية، فأسرعت وتقدمت بأوراقى، حيث إننى أجيد اللغة الفرنسية بطلاقة، وبالفعل اجتزت كل الاختبارات وانضممت للضباط المتخصصين، وتخرجت فى كلية الشرطة دفعة 1988، وأضافت العميدة ناهد الواحى، لـ«اليوم السابع»، عقب تخرجى فى كلية الشرطة عملت فى مصلحة الجوازات لمدة 25 سنة، ثم مكافحة العنف ضد المرأة ومنها لإدارة التخطيط.
وعن تجربة التحاقها بقوات حفظ السلام، تقول: أنا أول ضابطة شرطة فى تاريخ الجهاز التحق للعمل فى قوات حفظ السلام، وكانت وزارة الداخلية تراهن على قدراتى، ولم ينتابنى الخوف أبدا من هذه التجربة، وسط دعم كبير من وزارة الداخلية، وإصرار لدى بالنجاح فى المهمة الأصعب، حتى أفتح الباب للضابطات بعدى للانضمام لقوات حفظ السلام.
وتضيف «الواحى»، التحقت بقوات حفظ السلام لعام 2014/2015، وكنت فى مهمة للصحراء الغربية فى إقليم «العيون»، وعملت رئيس مكتب البوليس المصرى، وكنت أنظم جدول الخدمات وأشرف على برنامج الزيارات بين المغرب والجزائر.
وحول الصعوبات التى قابلتها، تقول «الواحى»، كنت أعيش فى مخيمات فى جو صحراوى، قاسى البرودة وشديد الحرارة، ولم أعبأ بجميع هذه الظروف الصعبة، أملاً فى نجاح المهمة، وكنت لا أرى الظروف ولا أشعر بها، ولا أرى أمامى سوى اسم بلدى «مصر»، حريصة على أن أضيف لهذا الاسم، وأكون نموذجا مشرفا لبلدى، فقد كنت مضرب المثل فى الالتزام والجدية، وكانوا يلقبوننى بـ«المصرية»، وساهمت فى كل مشاكل البسطاء من المواطنين هناك، وعشت أجواء صعبة وكان نجاحى فى عملى لا يجعلنى أبدا أشعر بها.
وحول التحاق ضابطات الشرطة بالعمليات الخاصة، قالت: المرأة المصرية بصفة عامة قادرة على تحدى الظروف والتعايش معها، وضابطة الشرطة مثل أى امرأة مصرية قادرة على العمل فى أى موقع شرطى، حتى لو تطلب الأمر العمل فى العمليات الخاصة، إلا أن هذا الأمر يحتاج تدريبات معينة.
وحول كيفية التوفيق بين المنزل والعمل، تقول «الواحى»، أستطيع التوفيق بين الاثنين، فأنا شخصية صارمة وحاسمة فى عملى، أم حنونة هادئة فى المنزل، إلا أن طبيعة عملى تنعكس على تصرفاتى فى المنزل، حيث أكون شديدة الالتزام مع أولادى حريصة على الاستيقاظ مبكراً، أقدس الانضباط، وعن أسرتها، تقول زوجى توفى ولدى بنتان، «نور» مترجمة ومتزوجة ولديها طفل، و«نرمين» طالبة بكلية الطب، وأتمنى التحاقها بكلية الشرطة، حتى تسير على المنوال نفسه، وتعمل بالجهاز الذى أحبه.
– «أمانى أبو سحلى» فقدت ابنها بحادث ثأر فأنهت سلسال الدم بالصعيد
سيدة من طراز خاص، اقتحمت عالم الرجال، وقادت جلسات للصلح فى حوادث الثأر، ونجحت فى حقن الدماء ووقف سلسال الدم بصعيد مصر، حتى لقبوها بالمرأة الحديدية فى الجنوب، لما تمتلكه من قوة ورزانة عقل وهدوء فى التعامل مع المشاكل، وحضور قوى جعلها محل تقدير لدى الجميع، إنها أمانى أبو سحلى.
«أنا أول واحدة اتكويت بنار الثأر»، بهذه الكلمات تحدثت «أمانى أبو سحلى» لـ«اليوم السابع»، مضيفة: «فقدت أعز شخص لقلبى فى حادث ثأر، نعم فقدت فلذة كبدى، فأصعب شىء عن الإنسان أن يعيش حتى يرى ابنه يموت فى حياته، فهذا هو الموت نفسه، فقد شاهدت ابنى يموت، وشعرت وقتها أن الحزن فالق كبدى».
وحول تفكيرها فى وقف سلسال الدم، تقول «أبو سحلى»:» أيقنت أن سلسال الدم لن ينتهى، وأن الثأر لن يخلف إلا الدمار والقتل والخوف، وأن حياتنا ستتحول حتما لجحيم بسبب هذا الثأر المخيف، فلم أتردد فى البدء بنفسى، والقضاء على الثأر وإعلان الصلح».
بلهجتها الصعيدية، ووجها البشوش، تقول «أبو سحلى»: لم أتوقف عند هذا الحد، وإنما قررت تعميم التجربة، حتى يعم السلام والأمان فى ربوع بلادنا، حتى صعيد مصر الطيب، وأن تنتهى حوادث الثأر والقتل والعنف، وتعود المحبة بين الجميع، فأعلنت «صعيدا بلا ثأر» تلك المبادرة التى انضم إلى فيها نحو 10 سيدات أخريات فضليات لمساعدتى فى هذا الأمر، ونجحنا فى القضاء على العديد من حوادث الثأر بالصعيد. وقالت: «بالتأكيد مازالت المرأة فى الصعيد ست والرجل راجل، لكن الحمد لله أقنعنا الجميع بقدرتنا على الاحتواء وحل المشاكل، وأصبح الجميع يثق فى قدرتنا على ذلك، وأصبح الأمر أكثر سهولة من ذى قبل».
وعن كيفية إقناع السيدات بقبول الصلح، تقول «أبو سحلى»: « المرأة هى الزوجة التى فقدت زوجها بحادث ثأر، أو السيدة التى فقدت ابنها، ونبدأ فى التواصل معها وتحديد موعد للقائها، ونقدم لها فى البداية واجب العزاء، ثم نتحدث معها عن الصلح، ونشرح لها خطورة تسلسل الثأر، وربما يسقط آخرون من أقاربها فى حوادث أخرى، وتفقد آخرين بدخولهم السجن، ونبدأ نحرك فيها العقل والمنطق، وبعد عدة جلسات متكررة، يوفقنا الله لإقناعها تماما بقبول الصلح».
تقول «أبو سحلى»: «الأمر لا يتوقف على جلسات الصلح وإنهاء الخصومات الثأرية، وإنما يتخطى ذلك وصولا لعقد جلسات تثقيفية للمواطنين، خاصة السيدات لوأد جرائم الثأر من البداية قبل وقوعها من الأساس، فى خطوات استباقية وجادة، وتلقى هذه الجلسات قبولا واسعا من الأهالى فى كل ربوع الصعيد، وهدفنا خلال الفترة المقبلة التوسع فى عقد الجلسات، حتى يعود صعيدنا الطيب بلا ثأر.
– اللواء هبه أبو العمايم: «حازمة فى عملى وست بيت شاطرة فى منزلى»
أن تجمع المرأة بين النجاح فى العمل والمنزل معا، فهو محل تقدير وفخر، فقد برهنت اللواء هبه أبو العمايم على أن المرأة تستطيع النجاح فى كل مكان، فقد كانت ضابطة ناجحة وحاسمة فى عملها، وفى ذات الوقت «ست بيت شاطرة».
وتقول «أبو العمايم»، مستشارة وزيرة التضامن للرقابة والتفتيش: «رغم عملى فى الشرطة لعدة سنوات، حيث اتسمت بشدة الحسم والحزم فى عملى، إلا أنى كنت أم «حنينة» و«ست بيت شاطرة أطبخ لأولادى».
وأضافت لـ«اليوم السابع»، كان لدى شغف منذ نعومة أظافرى فى الالتحاق بكلية الشرطة، ولما لا، وأنا ابنة شهيد، فقد كان لدى إصرار على استكمال مسيرة الوالد، وبالفعل حققت حلمى بالالتحاق بكلية الشرطة. وأردفت عملت لسنوات طويلة فى جهاز الشرطة، وتنقلت بين العديد من القطاعات، وكنت من أوائل من عملن بالمباحث، والأحداث، وكنت منسق الداخلية فى البرنامج القومى لحماية أطفال بلا مأوى، ومسؤولة ملف الطفولة لأكثر من 15 سنة.
وحول رأيها فى الشرطة النسائية، تقول «ضابطة الشرطة السابقة»: «الشرطة النسائية ليس الهدف منها أن تكون مظهرا جماليا بالشرطة، وإنما تؤدى عملها بشكل طبيعى، ولا يقل دورها عن الرجال، حيث أصبحت العناصر النسائية تعمل فى كل قطاعات الوزارة المختلفة، وتحقق نجاحات أمنية كبيرة وملموسة، وعندما كنت أعمل فى الداخلية، كان الناس يلقبونى بـ«أسد الشرطة النسائية»، فمعروف عنى الحسم والشدة فى العمل، فضلا عن الالتزام الشديد، وهما سر نجاحى فى كل المواقع التى عملت بها.
– أم البطل.. والدة شهيد المفرقعات تطلق زغاريد بجنازته
نموذج نسائى فريد، لا تقل بطولاتها عن بطولات ابنها الشهيد، فهى والدة البطل الشهيد ضياء فتوح الذى استشهد أثناء تفكيك قنبلة بمحيط قسم الطالبية بالجيزة، حيث ظهرت الأم وقتها متماسكة، بل أطلقت الزغاريد فى جنازة ابنها، وارتدت الملابس البيضاء، فخورة به، وهى تردد: «شرفنى حيا وميتا»، وتقول والدة الشهيد لـ«اليوم السابع»: يوم 25 يناير يكون صعبا بالنسبة لى، أتذكر فيه ابنى الذى استشهد فى ريعان شبابه، وأفضل الذهاب للمقابر لزيارته وقراءة القرآن الكريم له.
وأضافت والدة البطل: «ابنى نجا من الموت 3 مرات قبل ذلك، فقد تعرض لانقلاب السيارة مرتين فى مأموريات عمل، ونجا بأعجوبة من محاولة اغتيال، لكن فى المرة الرابعة شاء القدر أن يُسجل اسمه ضمن قوائم الشرف»، وبصلابة شديدة تقول الأم: «لم أبك على وفاة «ضياء»، ولم أصرخ مثل النساء، فابنى مات بطلا، ضاحكا مستبشرا بالجنة، فقد شاهد مقعده بها، فلما البكاء بعد كل هذا التكريم!! لقد حرصت على الذهاب لمكان وجود جثة ابنى، وشاهدتها، وتعجب الجميع عندما أطلقت الزغاريد فرحا به، حتى تستعد الملائكة لاستقباله.
وتقول الأم، «ضياء» كان متزوجا، ولديه طفلة عندها 4 أشهر، لكنها الآن تدرك كل شىء، وبدأت تسأل عن والدها، وتعشق الحديث عن سيرته العطرة، وتفخر ببطولاته، وعندما نسألها: «نفسك تبقى إيه؟ تقول: ضابطة شرطة زى بابا».
ووجهت الأم رسالة لابنها، قائلة: «الله يرحمك يا ابنى، أعلم جيدا أنك فى الجنة، لقد رفعت رأسى عالية، كنت بطلا، وكنت تعلم أنك ستموت وتنضم لقوائم الشهداء، فقد طلبت منى الدعاء ليلتها، وكأنك تعلم، أخذت رزقك، وخلصت عمرك، والمولى سبحانه وتعالى اختار لك حُسن الختام، وكنت دائم أقول لك أن العمر واحد والرب واحد»، ووجهت الأم حديثها لقتلة ابنها، قائلة: «لن أقول لكم سأفعل بكم مثلما فعلتوا بابنى، لكن أقول لكم، لو تعلموا المنزلة التى يوجد بها ابنى لحرصتم أن تكونوا مكانه». وتضيف: «حرصت على جمع مقتنيات ابنى الشهيد البطل، وكل صوره منذ مرحلة الطفولة حتى استشهاده، ووضعها فى شقة بمفردها، حيث أصبحت هذه الصور تمثل الصبر والونس والاطمئنان، وأجلس بين الحين والآخر مع هذه الصور، وكأننى أتحدث لابنى، وكأنه معى يسمع ويرى كل شىء، اقرأ القرآن وأدعوا له، فقد شرفنى حيا وميتا، ووجهت والدة الشهيد رسالة لأمهات الشهداء، قائلة: «من حقكن أن تفخرن ببطولة الأبناء وتضحياتهم، فقد شرفونا وأصبحوا مصدر فخر لنا مدى الحياة حتى نلقاهم هناك فى مقعد صدق عند مليك مقتدر».
مصدر الخبر | موقع اليوم السابع