«محمد» طالب حقوق يقود حملة لتزيين الشوارع بالجرافيتي: الناس بتشجعني
أفضل ما في الجمال أنه سهل الصناعة، فكل شيء بلمسة بسيطة يمكن أن نغيره إلى جميل وجذاب، الأمر فقط لا يحتاج إلا رغبة حقيقية في تحويل ما تراه العين قبيحا، وهمة للإقدام على هذا العمل، ومثابرة على تحمل أي انتقاد أو مواجهة أية عوائق، وهذا هو ما طبقه محمد عرابي، طالب كلية الحقوق بجامعة المنصورة، فالشاب العشريني طوع موهبته برسم «الجرافيتي» لتزيين حوائط شوارع مدينة المحلة بمحافظة العربية، حتى يساعد في إظهار جمال تلك المدينة وتحويل كل مناظر الحوائط غير النظيفة بها إلى منظر حضاري جميل.
فيس بوك
طالب الحقوق بدأ علاقته برسم «الجرافيتي» من خلال أعمال أحد الرسامين التي شاهدها على موقع «فيس بوك»، فأعجب بهذا الفن كثيرا وأصبح شغوفا به وحاول أن يتعلمه، لكن ولأن الأمر دائما لا يكون سهلا في بداية المشوار، فلم يستطيع أن يتواصل مع الرسام، حتى يسأله عن بعض النصائح التي ينبته إليها في بدايه تعلمه لهذا الفن، حيث يقول «عرابي» في بداية حديثه مع «الوطن»: «طلبت منه يعلمني لما كلمته على فيس بوك، بس مردش عليا».
تعليم ذاتي
ولم يكن هذا الرفض، إلا دافعا أمام طالب الحقوق للبحث عن طريقة يتعلم بها هذا الفن، الذي وقع في حب أعماله سريعا، موضحا أنه لجأ إلى تعليم نفسه خطوة بخطوة، من خلال الرسم على حوائط وجدران منزله، مضيفا: «إتعلمت الجرافيتي وكتابة الحروف على طريقة الكاليجرافي لوحدي»، مشيرا إلى أن الإنترنت ساعده في هذا الأمر كثيرا حتى وصل لمستوى جيد بعض الشيء دفعه إلى التوجه للشوارع والبحث عن أي مكان يراه غير نظيف أو قبيح ليجمله برسوماته.
حملة للتزيين وقبلها واحدة للتنظيف
ويقود حاليا صاحب الـ21 عاما، حملة لتزيين حوائط مدينة المحلة الكبرى برسم الجرافيتي عليها، ومن قبل ذلك قاد حملة لتنظيف شوارعها، كاشفا: «الناس كانت دايما بتشجعني لما يشوفوني برسم في الشوارع، وبعد ما خلص كانوا بيتصوروا جمب رسوماتي»، مؤكدا أن هذا كان ما يدفعه ويشجعه بشكل أكبر على الاستمرار في هذا الأمر.
عضو مجلس نواب
وحين تتوفر الرغبة في التغيير والإقدام على التجميل ما يحيط بنا، يجب أن يساند ذلك دعم مادي ومعنوي لتوفير الخامات التي سيحتاج إليها المقدم على تجميل الحوائط، وفي حملة طالب الحقوق، كان أحد أعضاء مجلس النواب المساند لهذه الحملة، والذي عمل على تحويلها لمبادرة حقيقية على أرض الواقع، حيث يوضح «عرابي»: «أحيانا الحكومة كانت لما بتلقيني في الشارع برسم على الحيطان بتعترض وتقولي امشي من هنا، بس بعد ما تواصلت مع عضو مجلس نواب، وعرف باللي بعمله جابلي التراخيص اللازمة وكما متكفل بكل حاجة».
شركة ديكورات
بجانب دراسته للحقوق، فقد نجح الشاب العشريني في افتتاح مكتب خاص به للديكورات والجرافيتي، مصرحا في نهاية حديثه مع «الوطن»، أنه يحلم بأن يصبح هذا المكتب شركة كبيرة تقدم خدماتها لكل محافظات جمهورية مصر العربية، وخارج القطر المصري أيضا.