نقابة المحامين

مشاجرات إلكترونية واتهامات متبادلة.. التسريبات تضرب نقابة المحامين

..الحديث عن تسريب مكالمات واجتماعات داخل نقابة المحامين هو أمر لم يكن في السابق بمثل هذا الانتشار في النقابة المهنية الأكبر في الشرق الأوسط لكن في الفترة الأخيرة أصبح تسريب المكالمات التي تؤثر على شعبية أحد أطراف العملية الانتخابية هو الشغل الشاغل للجميع، وبالامس خرجت محامية على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بفيديو لايف تتحدث فيه عن تهديدات وابتزاز كان يتم لأحد الأشخاص بإذاعة تسريب مكالمات قد تؤثر على شعبيته في هذه الفترة مع اقتراب انتخابات نقيب المحامين يوم ٤ سبتمبر المقبل.

الفيديو الذي استمر لأكثر من ساعة كانت تحكي فيه المحامية عن وقائع تسريب مكالمات واجتماعات تمت داخل جدران النقابة ونشر على صفحات المحامين، وفي هذه المكالمات يتحدث أطراف الحديث بكل حرية وقد يتجاوز أحدهم في الكلام ضد بعض المحامين أو ضد أحد المرشحين على المنصب المهم داخل النقابة، ونشر تلك التسريبات والتسجيلات هو أمر معتاد في الانتخابات حيث يحاول فيها كل طرف ضرب مصداقية منافسه بأي طريقة أمام الناخبين لكن بتلك الطريقة التي تحدث في نقابة المحامين هو أمر فاق مسألة المنافسة وهو أمر ينذر بالخطر الشديد.

المحامية في فيديو البث المباشر اتهمت أنصار أحد المرشحين بأنهم هم وراء التسريبات التي ظهرت لآخرين في النقابة خلال الفترة الماضية مؤكدة على أن لديها ما يثبت قولها في تلك المسألة وبالاسماء بل ومحادثات مسربة لأحدهم يتحدث عن التسريبات.

ذلك الأمر قد يثير السخرية والصدمة أن يتم الحديث عن التسريبات وما تفعله ضد المنافسين بتسريبات مضادة، وهنا قد يقول البعض أن أي شخص يستطيع أن يقول اي شيء في فيديو على صفحته لكن ما مدى مصداقية ذلك؟!، خاصة ونحن في أوقات الانتخابات لكن لتلك المحامية وضع خاص فهى كانت أحد أهم أنصار ذلك المرشح المهم خلال السنتين الأخيرتين ولذلك عندما تظهر لتهاجمه في تلك الفترة بهذه القوة وتدعي وجود دلائل على بعض أنصاره أنهم هم من يسربون المحادثات يجعلنا نتوقف أمام كل كلمة قالتها، خاصة وانها كانت داخل المطبخ الانتخابي وداعمة بصورة كبيرة له؛ فحديثها وهجومها على انصار من كانت تدعمه بأنهم من يصدرون الأزمات والمصاعب بين المحامين في الفترة الأخيرة من أجل الكرسي.

ذلك الحديث يأتي بعد أن ظهر تسريبان لاثنين من المرشحين والتي ادعت مشاكل كبيرة لهما وغضب من قبل البعض وهو الأمر الذي سيعود بالنفع على منافسيهم رغم أن هذه التسجيلات ليست جديدة وتم إذاعتها قبل ذلك لكنها لم تأخذ الحجم ولا الضغط الذي يتم في تلك الفترة قبل الانتخابات.

ولم يكن الأمر الوحيد هو مسألة التسريبات والتسجيلات بل المشاجرات والهجوم الإلكتروني المنتشر في الأيام الأخيرة بين المحامين واتهامات متبادلة بين كل الأطراف، أن من يهاجموهم هم لجان إلكترونية للمرشحين وليسوا من المحامين، فلن تجد صفحة سواء شخصية أو جروب عام للمحامين إلا وسنجد فيه صراعا وهو أمر طبيعي في مثل هذه الفترات مع اقتراب يوم الانتخابات لكن الأمر لم يعد يقتصر على مناقشات بل تحول لسب وقذف بصورة صعبة جدا ولم يعد أحد يتحمل النقاش.

وهنا لابد من طرح سؤال مهم متى يتدخل العقلاء لضبط البوصلة وتحقيق الهدوء بين أنصار المرشحين الذين تصاعدت مشاجراتهم الإلكترونية بصورة كبيرة في الأيام الأخيرة وهو ما يهدد العملية الانتخابية من الأساس إذا استمر الوضع على ما هو عليه دون تحرك من أحد، وهنا استرجع البيان الذي سبق أن أصدرته النقابة في شهر ابريل الماضي عن اللجان الإلكترونية التي تنهش في جسد النقابة وتحاول تخريب الوضع العام في نقابة المحامين من خلال نشر الشائعات والفتن داخل جسد المحامين ودعا المحامين لعدم الرد على ما يتم إثارته على مواقع التواصل الاجتماعي أو الدخول في حوارات حول ما قال إنه اكاذيب، ودعا من ينشر تلك الاخبار غير الصحيحة من المحامين على تحريهم الدقة في أي خبر يخص النقابة.

تلك التحذيرات مع ما يحدث حاليا يشير إلى إن نقابة المحامين قد تدخل للنفق المظلم إذا لم يتم ضبط الأداء العام ومحاربة الخروج عن النص الذي يفعله البعض ويهدد السلام الاجتماعي في النقابة، فما يحدث لا يتوقف بعد الانتخابات كما سبق أن شهدت النقابة طوال عامين من صراع بين أنصار سامح عاشور وأنصاره الراحل رجائي عطيه عقب انتخابات مجلس ٢٠٢٠، وهو الصراع الذي أثر بشكل كبير على الأوضاع داخل النقابة العامة وادخلها في صراعات مازالت توابعها موجودة حتى هذه اللحظة وأثرت على الخدمات التي تقدم للمحامين، فهل سيكون هناك تحرك أو جلسة تجمع المرشحين على مقعد النقيب ويوجهوا رسالة مباشرة لمن يحاول أن يلعب في استقرار الأوضاع داخل النقابة بأنهم سيكونوا صفا واحدا مع من يكسب في الانتخابات أيا يكن اسمه وأنهم سيساندون النقيب الجديد بعيدا عن أي خلافات سابقة بينهم من أجل المحامين ام سيستمر التصعيد بين أنصار المرشحين حتى يوم الانتخابات وعندها قد يحدث ما لا يحمد عقباه هذا ما سوف تظهره الأيام المقبلة.

 

مصدر الخبر | موقع اخبار اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى