الهيئات القضائية

المستشار خفاجي يطالب «نتفليكس» بتعويض مصر عن تزييف تاريخ الملكة كليوباترا

أجرى الفقيه المصري المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة، دراسة فريدة من نوعها على مستوى الوطن العربى بعنوان “مسئولية شبكة نتفليكس أمام القضاء الأمريكى بتعويض مصر عن تزييف تاريخها القديم للملكة كليوباترا.. دراسة في ضوء المعايير الأمريكية المهنية والأخلاقية عن الأفلام الوثائقية”.

واعتبر هذا ردا على ما عرضته نتفليكس لفيلم وثائقى باسم QUEEN CLEOPATRA “الملكة كليوباترا”، يتضمن مغالطات تاريخية وظهورها سوداء.

وكشف الفقيه المصري عن مفاجاَت وقضايا خطيرة تخص شبكة نتفليكس بالأدلة الأمريكية، وحقوق مصر تجاهها فى التعويض.

أولاً : القضاء المصرى لا ولاية له على الفضاء الإلكترونى العالمى ومقاضاة نتفليكس أمام القضاء الأمريكى ذاته — واُنادى بتشكيل لجنة أثرية وتاريخية وقانونية لرفع قضية أمام القضاء الأمريكى

ويذكر الدكتور محمد خفاجي، أن القضاء المصري لا ولاية له على الفضاء الإلكتروني العالمى بالنسبة لشبكة نتفليكس.

وتابع: “كل ما له هو وقف عرض الفيلم المزيف للتاريخ المصري القديم داخل الفضاء الإلكتروني في مصر فقط، فلا يملك القضاء المصري ولا سلطات التحقيق أن تتناول بالإلغاء أو وقف البث لشبكة نتفليكس لسائر دول العالم، وهي تقع في ولاية كاليفورنيا ويحكمها القوانين الأمريكية الفيدارلية المتنوعة في مجال البث والاتصال فضلاً عن القوانين المحلية الخاصة بولاية كاليفورنيا الكائن به مقرها الرئيسي”.

واستطرد: “تلك قواعد وأحكام وقوانين أمريكية لا يطبقها القضاء المصري، ولا يملك وقف بث فيلم كليوباترا لكافة دول العالم ، ومن ثم فإن الإعلان عن مقاضاة شبكة نت فليكس داخل مصر لا يخرج عن حدود الفضاء الاقتراضي المصري فقط وتلك نتيجة لا تغير من الأمر شيئا ، لأن المصريين يعلمون بمدى التزوير فى تاريخهم، ومن المهم أن يعلم بهذا التزويرالشعوب الأخرى وتلك المسألة ليست فى يد القضاء المصري ولا وفقا لقوانيه إلا فى حدود الفضاء المصرى، والمصريون يعلمون بالتزييف لكن ماذا عساهم أن يفعلوا سوى الضغط على الرأى العام العالمي ؟ فمن المهم أن يعلم به شعوب العالم التي تأتى للسياحة من أجل القدماء المصريين مما يضر بالسياحة النيل من تلك الحضارة تحريفاً وتزييفاً “.

ويشير الدكتور محمد خفاجى بهذه المثابة فإن مقاضاة نتفليكس “Netflix” الصحيحة والحقيقية ينبغى أن تكون أمام القضاء الأمريكى ذاته وفقا لقوانيه لا قوانين غيره من الدول ، متابع: “اُنادى بتشكيل لجنة أثرية وتاريخية وقانونية ذات مستوى رفيع تتشارك كل فى تخصصه للدفاع عن حقوق مصر وتاريخها أمام القضاء الأمريكى عن طريق التقاضى هناك وفقا لقواعد القوانين الأمريكية، للمطالبة بوقف عرض الفيلم الوثائقى كليوباترا وبالزام شبكة نتفليكس بتعويض مصر عن الأضرار الجسيمة التى لحقت بتزييف تاريخها القديم , وإذا ما تم الإعداد جيدا لعريضة القضية أتوقع أن تحصل مصر على مبلغ ضخم لا يصدق، لأن الأضرار جسيمة بالأجيال السابقة والمعاصرة واللاحقة ، فالأضرار فادحة لمساسها بثوابت الحضارة المصرية العريقة منذ فجر التاريخ” .

 

ثانياً : الحرية الإبداعية فى الأفلام الوثائقية لا تعنى “السطو على الحضارات” وتغيير هويتها ,و تزوير تاريخ الشعوب جريمة ضد التاريخ

يضيف الدكتور محمد خفاجي: “من المعروف أن الأفلام الوثائقية تقوم على الحرية الإبداعية خاصة الأفلام المبنية على أشخاص تاريخية وأحداث تاريخية، وفى أغلب الحالات يتم تحويل قليل من الحقائق لخلق دراما أو لتتماشى مع الرسالة التي يرغب بها المخرج، سواء عن الأشخاص أو الأحداث التاريخية لأغراض جمالية أو درامية ، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه فى هذا المجال، ما هى مقدار الحرية المسموح بها عالميا لصانعي الأفلام الوثائقية عندما تكون سمعة الشخص أو الأحداث التاريخية في خطربالتشويه والتزييف فى حقائق الشخصية ؟”.

وواصل: “الواقع أن الحرية الإبداعية فى الأفلام الوثائقية لا تعنى “السطو على الحضارات” وتغيير هويتها، وإنما الحرية فى العمل الفنى ذاته وأدواته والخيال المشروع لأغراض درامية، لا تنفى الحقيقة ولا تنطق بالكذب ، فهنا لا يجوز لصانعي الأفلام أن يذهبوا بعيداً في تغيير الحقائق الجوهرية”.

وقال خفاجي: “يجب أن يكون التاريخ سردا للحقيقة خاصة في الأفلام الوثائقية باعتبار أن الحقيقة هي “روح التاريخ” ، لذا فإن تزوير تاريخ الشعوب جريمة ضد التاريخ حيث يبذل مجتمع من صناع السياسة المنحرفين والخبثاء قصارى جهدهم لإنكار أو حذف أو تزوير مساهمات القدماء المصريين على البشرية , إن التاريخ الحقيقى للحضارات لا يجب تشويهه إنهم يملأون عقول الشعوب الأخرى بنسخة زائفة من تاريخ أمتنا المصرية العريقة درة الأكوان منذ القدم”.

ثالثاً : الفيلم الوثائقي هو “التفسير الإبداعي للواقع” وليس ” الخيال المزور “

ويشير الدكتور محمد خفاجى، إلى أن جوهر الفيلم الوثائقي هو “التفسير الإبداعي للواقع ” وليس ” الخيال المزور ” فلا يجوز للفيلم الوثائقى أن يقوم بتشويه الحقائق أو الكذب الصريح للأحداث التاريخية لتاريخ أمة من الأمم ، متابعا: “يجب أن تحافظ الأفلام الوثائقية على الشعور بالنزاهة ، دون تشويه أو تحيز.. صحيح أن الخداع الفني هو جزء من عملية صناعة الأفلام الوثائقية فهى تقوم على تحويل الحياة اليومية القديمة إلى قصة برؤية حديثة تناسب روح العصر”.

 

رابعاً : الفيلم الوثائقي لا يصنع الحياة أو يخلقها وإنما يمثلها و”الخيال المزيف للحقائق ” فى العمل الوثائقى “تلفيق “

ويوضح الدكتور محمد خفاجى، أن الأفلام الوثائقية هي التي تتبع معايير النزاهة هي التي تولد فينا إيمانًا بالحقيقة، لذا فإن “الخيال المزور” هو التلفيق والتزوير بعينه ، ذلك أن الفيلم الوثائقي لا يصنع الحياة أو يخلقها ولكن يمثلها , بمعنى أن الفيلم الوثائقي ليس إعادة إنتاج للواقع بل إعادة عرض منه, إنه يمثل وجهة نظر معينة للعالم.

 

مصدر الخبر | موقع اخبار اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى