كيف تتعامل «وزارة العدل» مع الجثث مجهولة الهوية؟
تعلن مصلحة الطب الشرعي، من يوم لآخر، عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، استقبال مشرحة زينهم جثثا مجهولة الهوية، لم يستدل على أقارب لها.
وشهد قطاع الطب الشرعي حالة من التطور الشامل على المستويات كافة، منذ بداية تنفيذ خطة تطوير العدالة.
وتباشر العمل داخل المصلحة، 4 إدارات هي: الطب الشرعي الميداني، المعامل الطبية الشرعية، المعامل الكيميائية الشرعية، أبحاث التزييف والتزوير.
وتعمل وزارة العدل على الاستجابة لمتطلبات الجهات المعاونة ومن بينها الطب الشرعي من أجل رفع كفاءتها مهنيًا، وكفالة مسايرتها لأحدث وسائل التطور الإداري والتكنولوجي، والمتوافق مع المعايير الدولية.
وتمكنت وزارة العدل من رفع الطاقة الاستيعابية لثلاجات دار التشريح بزينهم بنسبة 64%، لتسع 250 جثة بعد أن كانت تسع 160 جثة فقط.
ويبقى المتوفى المجهول الهوية في عهدة جهات رسمية، منذ بداية اكتشاف الجثة، وحتى إنهاء إجراءات دفنه، حيث تتناقله مصلحة الطب الشرعي التابعة لوزارة العدل، والنيابة العامة، ووزارة الصحة، حتى يواري تحت التراب.
وكشف مصدر من خبراء مصلحة الطب الشرعي ـ فضل عدم ذكر اسمه ـ أن الجثث التي يتم العثور عليها دون التعرف على هويتها يتم تسميتها بين خبراء الطب الشرعي باسم “المجاهيل”.
وأضاف المصدر لـ”بوابة الأهرام”، أن معظم حالات “المجاهيل”، تكون إما نتيجة للغرق، أو حوادث سير على الطرق النائية، أو المتطرفة على حدود البلاد، أو من يتعرض للموت المفاجئ خارج البلاد دون أن يكون مع الضحية ما يثبت شخصيته، بينما من السهل الوصول إلى هوية جثث المجني عليهم في جرائم قتل.
وأشار المصدر إلى أنه بمجرد العثور على جثة يتم إبلاغ النيابة العامة باعتبارها محامي الشعب، لتبدأ في ممارسة جزئين من التحقيق؛ الأول قانوني يتمثل في محاولة التعرف على ملابسات واقعة الوفاة، والوصول إلى مرتكب الواقعة، واستدعاء الشهود، بينما يكون الجزء الثاني تحقيقًا فنيًّا لمعرفة سبب وفاة المجني عليه، وذلك بالتعاون مع رئيس مصلحة الطب الشرعي الذي يكلف طبيبًا من قسم الطب الميداني لإعداد تقرير الصفحة التشريحية لمعرفة سبب وفاة المجني عليه سواء كان مقتولًا أو منتحرًا.
وأكد المصدر أنه يتم إيداع الجثة المجهولة الهوية في أقرب مشرحة لها، على أن يسحب منها تحليل الحمض النووي “DNA”، والاحتفاظ به، وفي حال سؤال مواطن ما على أي شخص مفقود من ذويه من الدرجة الأولى، يتم إجراء تحليل الحمض النووي له ومطابقته مع تحليل عينة الحمض النووي للجثة المجهولة؛ لاستبيان ما إذا كان هناك صلة قرابة من عدمه.
وأوضح المصدر أنه في حال عدم التوصل إلى أهل مجهول الهوية يتم دفنه في أقرب مقبرة من مقابر الصدقة، وأنه ليس هناك حصر لتلك الجثث وإنما تختلف من يوم لآخر، ومن شهر لآخر، ومن سنة لأخرى.
مصدر الخبر | موقع بوابة الاهرام