وفاة أول قاضية بالمحكمة الأمريكية العليا.. كافحت للوصول إلى المنصب وكرمها أوباما بوسام رئاسي (تقرير)
وفاة أول قاضية بالمحكمة الأمريكية العليا.. كافحت للوصول إلى المنصب وكرمها أوباما بوسام رئاسي (تقرير)
أعلنت المحكمة العليا بالولايات المتحدة الأمريكية، اليوم السبت، أن القاضية المتقاعدة ساندرا داي أوكونور، التي شقت طريقها كأول امرأة تجلس في المحكمة العليا، توفيت أمس الجمعة عن عُمر ناهز الـ93 عامًا.
وقالت المحكمة، في بيان، إن أوكونور توفيت بسبب مضاعفات مرتبطة بالخرف المتقدم، وربما مرض ألزهايمر، ومرض في الجهاز التنفسي، وكانت السيدة انسحبت من الحياة العامة عام 2018 بعد تشخيص إصابتها بالخرف.
وقال رئيس المحكمة العليا جون روبرتس في بيان: «إن ساندرا داي أوكونور، ابنة الجنوب الغربي الأمريكي، شقت طريقا تاريخيا كأول قاضية في بلادنا.. واجهت هذا التحدي بتصميم وإرادة قوية، نحن في المحكمة العليا نحزن على فقدان زميل محبوب، ومدافع قوي ومستقل عن سيادة القانون، ومدافع بليغ عن التربية المدنية».
عُينت أوكونور في المحكمة العليا من قبل رئيس الولايات المتحدة الأربعين رونالد ريغان في عام 1981، وأصبحت أول امرأة قاضية، وخلال فترة عملها التي دامت 24 عامًا في المحكمة العليا، كانت في كثير من الأحيان في مركزها وكان لها صوت حاسم في القضايا المثيرة للخلاف، بما في ذلك تلك التي تنطوي على موضوعات مثل الإجهاض وغيرها.
وبعد مرور أكثر من 15 عامًا على تنحي أوكونور عن المحكمة العليا، استمرت قرارتها قيد التنفيذ بالمحكمة من بينها تأييد برامج القبول في الجامعات التي تراعي العرق.
ولدت ساندرا داي في إل باسو بتكساس عام 1930، ونشأت في مزرعة خاصة بعائلتها، والتي تسمى «Lazy B»، في جنوب شرق أريزونا.
تم قبولها في جامعة ستانفورد في سن السادسة عشرة وتخرجت من جامعة ستانفورد للقانون في عام 1952، وأكملت شهادتها في عامين بدلًا من الثلاثة. حصلت على المركز الثالث بين المتفوقين بفصلها الدراسي في جامعة ستانفورد للقانون، بفارق مركزين عن زميلها التي عملت معه بعد سنوات من التخرج في المحكمة العليا، رئيس المحكمة العليا ويليام رينكويست.
وأثناء وجودها في كلية الحقوق التقت بزوجها جون جاي أوكونور، والذي توفي عام 2009 بسبب مضاعفات مرض ألزهايمر.
عندما دخلت المجال القانوني، كافحت أوكونور للعثور على وظيفة بسبب جنسها ولم تتلق سوى عرضًا واحدًا للعمل كسكرتيرة قانونية في شركة مقرها في لوس أنجلوس. رفضت أوكونور الوظيفة، وعرضت العمل مجانًا لمحامي في كاليفورنيا، وتم تعيينها بعد ذلك في منصب نائب المدعي العام للمقاطعة.
في عام 1965، عمل أوكونور كمساعد المدعي العام لولاية أريزونا وبعد أربع سنوات، تم اختياره لملء منصب شاغر في مجلس شيوخ ولاية أريزونا. أعيد انتخابها لعضوية مجلس الشيوخ بالولاية مرتين، وفي عام 1972، أصبحت أول امرأة تتولى منصب زعيمة الأغلبية في مجلس الشيوخ للولاية.
دخلت أوكونور السلطة القضائية في عام 1974، عندما تم انتخابها لعضوية المحكمة العليا في مقاطعة ماريكوبا، وعملت كقاضية في محكمة المقاطعة من عام 1975 إلى عام 1979، عندما تم تعيينها في محكمة الاستئناف في ولاية أريزونا.
خلال الحملة الرئاسية عام 1980، تعهد الرئيس الأمريكي الأسبق ريغان، الذي كان آنذاك مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة، بأنه إذا تم انتخابه رئيسا، فسوف يعين أول امرأة في المحكمة العليا. ونفذ ريغان وعده الذي قطعه خلال حملته الانتخابية عام 1981، عندما تنحى القاضي بوتر ستيوارت عن منصبه في المحكمة العليا.
تم تأكيد تعيين أوكونور بأغلبية ساحقة من قبل مجلس الشيوخ بإجماع 99 صوتًا مقابل 0، لتصبح أول قاضية في تاريخ المحكمة العليا الممتد منذ 191 عامًا. واليوم، بعد أكثر من أربعة عقود من تعيينها التاريخي، تعمل أربع نساء في أعلى محكمة في البلاد.
منح الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية، باراك أوباما، أوكونور وسام الحرية الرئاسي، وهو أعلى وسام مدني في أمريكا ويعطى للأفراد الذين قدموا مساهمة خاصة للأمن أو المصالح القومية للولايات المتحدة، سواء في السلام العالمي أو الثقافي أو غيرها، وذلك في عام 2009.
مصدر الخبر | موقع المصري اليوم