القضاء حول العالم

محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ: الرئيس الأمريكي السابق ينجو من الإدانة

فشل مجلس الشيوخ الأمريكي في تأمين أغلبية الثلثين اللازمة لإدانة الرئيس السابق دونالد ترامب بتهمة التحريض على العصيان.ويتعلق الأمر بحادثة اقتحام أنصار لترامب مبنى الكونجرس في يناير الماضي عقب خطاب للرئيس الجمهوري كان يندد فيه بالانتخابات الرئاسية التي خسرها في نوفمبر الماضي.

وشهدت إجراءات المساءلة التي عقدت في مجلس الشيوخ تصويت 57 عضوا، من أصل مائة، ضد ترامب، بينما كان صدور قرار الإدانة يحتاج إلى أغلبية الثلثين أي 67 صوتا. وصوت 7 من الحزب الجمهوري لصالح إدانة ترامب.

وكان من شأن إدانة ترامب حرمانه من الترشح للانتخابات الرئاسة مرة أخرى.

وبعد تبرئته، أصدر ترامب بيانا ندد فيه بالمحاكمة باعتبارها “أكبر الحملات ذات الدوافع السياسية في التاريخ”.

وقال العضو الجمهوري البارز في الكونجرس، السيناتور ميتش ماكونيل، بعد انتهاء التصويت، إن ترامب كان “مسؤولا” عن الهجوم على مبنى الكابيتول ووصفه بأنه “تقصير مشين جداً في أداء الواجب”.

وكان ماكونيل صوّت في وقت سابق ضد إدانة ترامب، قائلاً إنها غير دستورية الآن لأنه لم يعد رئيساً. ولعب ماكونيل دور أساسي في تأخير محاكمة ترامب إلى ما بعد مغادرة المنصب، في 20 يناير الماضي.

ومع ذلك، حذّر ماكونيل من احتمال تحميل ترامب المسؤولية في المحكمة.

وقال: “لم يفلت من أي شيء حتى الآن. لدينا نظام عدالة جنائية في هذا البلد، ولدينا نظام دعاوى مدنية والرؤساء السابقون ليسوا في مأمن من المحاسبة في أي منهما”.

ماذا حدث يوم السبت؟

في بياناتهم الختامية، حذّر المشرعون الديمقراطيون من خطورة تبرئة ترامب.

وقال النائب جو نيغوس: “لا يمكن أن تكون المخاطر أكبر، لأنّ الحقيقة القاسية والصعبة هي أنّ ما حدث في 6 يناير يمكن أن يحدث مرة أخرى”.

وقالت النائبة مادلين دين: “نحن أمام لحظة يمكننا فيها صنع التاريخ. أطلب منكم ألا تنظروا في الاتجاه الآخر”.

ووصف محامي ترامب، مايكل فان دير فين، الإجراءات بأنها “محاكمة صورية” وقال إن الديمقراطيين “مهووسون” بمحاكمة ترامب.

وقال: “هذه المحاكمة كانت تمثيلية كاملة من البداية إلى النهاية”. وأضاف: “المشهد برمته لم يكن سوى مطاردة غير متقنة لثأر سياسي طويل الأمد ضدّ ترامب من قبل حزب المعارضة.”

أمّا ترامب، فقال إنه لم يسبق لأي رئيس أن “مرّ بأي شيء مثل ذلك” وأنّ مسيرته “لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” قد بدأت للتو.

وجاء في بيان صادر عن مكتبه: “كانت هذه مرحلة أخرى من أكبر الحملات ذات الدوافع السياسية في تاريخ بلادنا”.

ولم يذكر البيان أحداث الشغب التي حصلت في 6 يناير، بل كرر الرواية القائلة بأن الحزب الديمقراطي يدعم “مثيري الشغب والغوغاء”.

وأضاف: “شيء محزن في عصرنا هذا أن حزبا سياسيا واحدا في أمريكا يُمنح تصريحا مجانيا لتشويه سمعة سيادة القانون، والتشهير بإنفاذ القانون وتشجيع الغوغاء وإعفاء مثيري الشغب”.

واختتم ترامب البيان بالتطلع نحو المستقبل وبوعد لمؤيديه: “إن حركتنا التاريخية والوطنية والجميلة لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى قد بدأت للتو”.

وأضاف: “في الأشهر المقبلة لدي الكثير لأشاركه معكم، وأتطلع لمواصلة رحلتنا المذهلة معاً لتحقيق العظمة الأمريكية لجميع أفراد شعبنا”.

تحليل: أنتوني زورتشر -مراسل أمريكا الشمالية

في أبسط مستوياته، يعدّ هذا فوزاً للرئيس السابق. فلا يزال مؤهلاً للترشح للرئاسة مرة أخرى في عام 2024، في حال اختار ذلك. ولا تزال قاعدته، في جميع المؤشرات، سليمة إلى حد كبير. إذ عارض معظم المسؤولين الجمهوريين في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ إجراءات المساءلة. وواجه أولئك الذين انشقوا عن الصفوف انتقادات شرسة، وفي بعض الحالات، تعرضوا لتوبيخ رسمي من ناخبيهم الجمهوريين.

لكنّ ترامب لم يخرج من إجراءات المساءلة سالماً تماما. فواحدة من أكثر الأجزاء التي لا تنسى في قضية الادعاء من قبل المسؤولين عن إدارة المساءلة، كانت مقاطع الفيديو الجديدة لمؤيدي ترامب، وهم يرتدون قبعات عليها عبارة “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” ويلوحون بأعلام ترامب، وهم ينهبون مبنى الكابيتول.

سترتبط هذه الصور إلى الأبد بترامب. كل تجمع سيقوم به من الآن فصاعداً سوف يستحضر ذكريات ذلك الشغب. قد لا يكلفه ذلك بين صفوف الجمهوريين، لكن من غير المرجح أن ينسى الناخبون المستقلون – والمعتدلون ما حدث.

لماذا لم يستمع مجلس الشيوخ لأي شهود؟

صوّت أعضاء مجلس الشيوخ في البداية على الاستماع للشهود، وهو ما كان سيؤخر صدور قرار المجلس. وبعد إجراء مشاورات طارئة لتجنب أي تأخير، قاموا بتغيير رأيهم والاستناد إلى الشهادات المكتوبة فقط.

وجاء ذلك بعد مناقشة أعضاء مجلس الشيوخ لمكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي السابق والمسؤول الجمهوري البارز، كيفين مكارثي، بينما كانت تحدث أعمال الشغب في 6 يناير الماضي.

وقالت العضوة الجمهورية في مجلس النواب، خايمي هيريرا بوتلر، إن مكارثي أخبرها بالمكالمة في ذلك اليوم.

وأوضحت أن مكارثي ناشد ترامب لوقف مثيري الشغب، لكنّ الرئيس ألقى باللوم بشكل خاطئ على نشطاء اليسار المعروفين باسم “أنتيفا”.

وأضافت هيريرا بوتلر أن “مكارثي نفى ذلك وأخبر الرئيس أن هؤلاء من أنصاره”. وهنا قال الرئيس، وفقا لمكارثي، “حسنا كيفن، أعتقد أنّ هؤلاء الناس مستاؤون من الانتخابات أكثر منك”.

وتمّ الاعتراف بإفادة عضوة الكونجرس كدليل مكتوب.

وأصبح ترامب الشهر الماضي، أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يخضع مرتين لمحاولة تفعيل إجراءات عزله في الكونجرس.

فقد صوّت نواب ديمقراطيون وجمهوريون في مجلس النواب لإقرار تفعيل المادة القانونية التي تقضي بمساءلة ترامب بشأن اتهامه “بالتحريض على العصيان”.

 

مصدر الخبر | موقع مصراوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى