fbpx
الهيئات القضائية

المستشار خفاجى عن التفويض الشعبى: الأمة التى لا تعيش فى ظل جيش قوى يحمى حدودها أمة ضائعة

المستشار خفاجى عن التفويض الشعبى: الأمة التى لا تعيش فى ظل جيش قوى يحمى حدودها أمة ضائعة

قال المفكر والمؤرخ القضائى القاضى المصرى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة، إنه بمناسبة دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لجماهير الشعب المصرى، للنزول والتعبير عن موقفه خلف الدولة المصرية، للحفاظ على ترابها المقدس ورفضا لمقترح التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، هو فى حقيقته وجوهره منح الرئيس بحسبانه القائد الأعلى للقوات المسلحة والجيش المصرى، تفويضا فى كل ما يتخذه من إجراءات لحماية الأمن القومى المصرى وتأمين حدود الدولة والحفاظ على تراب الوطن ودعم الشعب الفلسطيني، بحسبان أن الشعب هو مصدر السلطات، وهو الذى يملك بهذه الصفة منح التفويض اللازم للجيش، من أجل الحفاظ على كيان الدولة من الخارج أو الداخل ورقعة أراضيها، لينعم الناس بالأمن والاَمان على حياتهم وأموالهم ومستقبل أبنائهم، حفظاً للأمن والسلام بالمنطقة، وحفاظاً على الحقوق المشروعة لشعب فلسطين الشقيق.

وأضاف الدكتور محمد خفاجى، بأن القوات العسكرية أو الحربية، غدت فى العصور الحديثة فى كافة بلدان العالم، هى الدرع الواقى للأوطان يحميها من ثمة اعتداء عليها يمس سيادة تلك الدول أو ينتقص منها، لذا فإن كافة دساتير العالم حرصت فى صلب نصوصها على استئثار الدولة وحدها دون غيرها بإنشاء قواتها المسلحة ومن ثم تعد ملكاً للشعوب، وليس الحكام، ومهمتها الأساسية حماية البلاد وسلامة أراضيها وأمنها، كما أن كافة دساتير العالم ومنها الدساتير المصرية السابقة والدستور السارى، حظر على أى فرد أو هيئة أو جهة أو جماعة إنشاء تشكيلات أو فرق أو تنظيمات عسكرية أو شبه عسكرية.

وأوضح نائب رئيس مجلس الدولة، أن الجيش المصرى هو أول جيش منظم فى التاريخ الإنسانى فى العصور القديمة، وحظى باحترام أعتى وأقوى الجيوش التى هاجمت مصر فى مدار تاريخها السحيق، حيث قدمت العسكرية المصرية أعرق الأصول الفنية والتقاليد الخاصة بالجندية الوطنية الشجاعة، ويثور التساؤل – بمناسبة طرح الرئيس عبد الفتاح السيسى فكرة التفويض الصادر من المواطنين المصريين للدولة المصرية – عن مدى مكانة الجيش المصرى فى نفوس المصريين تاريخياً ؟

ويشير الدكتور محمد خفاجى، الى أن الجيش المصرى تمتع بقدر هائل من الهيبة والاحترام والإجلال لدى نفوس المصريين تاريخياً، نظرا لما خاضه من معارك جلل ضد أقوى الجيوش التى هاجمت مصر فى ذلك الوقت، لتميز موقعها وثرواتها الطبيعية، كان أهمها معركة قادش فى عهد الملك رمسيس الثانى ضد الجيوش الضخمة للحيثيين وانتصر فيها الجيش المصرى، وكذلك معركة مجيدو فى عهد تحتمس الثالث.

وعثر العلماء الفرنسيون على أقدم نقش عسكرى فى التاريخ فى عهد الملك مينا وهى لوحة نارمر، كما يذكر العلماء أن الجيش المصرى هاجم معاقل الهكسوس فى الدلتا على يد الملك كاموس الذى استشهد فى المعركة، فقاد أخوه اُحمس جيش مصر ونجح فى طرد الهكسوس من مصر، وهم قبائل معتدية تسللت عبر سيناء واستقرت فى الدلتا، كما حقق الجيش المصرى انتصارات فى الجنوب وفى اَسيا فى عهد امنحتب الأول، كما قضى تحتمس الثانى بجيوشه على قاطعى الطرق الذين كانوا يعتدون على التجار المصريين فى البرية.

وأكد أن كفاح الجيش المصرى لم يقتصر عند حد مصر الفرعونية بل مد مظلة حمايته القومية على مصر البطلمية، حيث كان الجيش المصرى فى عهد بطليموس الثالث من أقوى جيوش العالم فى ذلك الوقت، ويتميز بالأسطول البحرى الذى لم يكن له مثيلا، وأباد كل جيش أجنبى حاول التعدى على الأراضى المصرية، على أن التحدى الحقيقى للجيش المصرى كان متوهجاً فى العصور الوسطى، ونظرا للتفوق العسكرى المصرى بدأت التحالفات العسكرية ضد مصر أخطرها الصليبيون والمغوليون، حيث تشكلت قوات الصليبيين من جيوش كافة الدول الأوروبية فى ذلك الوقت، وكانت قوات المغوليين مكونة من المتحالفين مع عدة ملوك لمدن ومناطق، وهم التتار الذين هزموا امبراطوريات عاتية مثل الصين وروسيا، أى ان الجيش المصرى فى ذلك الوقت كان يواجه أكبر قوتين فى العالم فى ذلك الوقت تزيد الاَن عن قوة أمريكا وأوروبا، وانتصر فيها الجيش المصرى بفضل الأسطول المصرى، حيث وجد صلاح الدين الأيوبى فى الجندية المصرية القيم الحسية والروحية والجسدية والقتالية مما حقق النصر وهزم الصليبيين.

وأضاف الدكتور محمد خفاجى، بأن الصليبيين لم ييأسوا من معاودة مهاجمة مصر، حيث استعانوا بلويس التاسع ملك فرنسا واحتلوا دمياط واتجهوا إلى القاهرة عن طريق المنصورة، ولكن الجيش المصرى أعطى لهم درساً فى فنون الفكر العسكرى، حيث قام الجيش المصرى بقيادة فارس الدين أقطاى الجمدار بتدمير الكثير من القوات الصليبية، وحاصر القوات الباقية التى حاولت الهرب، وتم أسر ملك فرنسا فى ذلك الوقت، ولم يسترح الجيش المصرى الذى قاتل بضراوة المغول فى عين جالوت، إنها دروس مستفادة من ذاكرة التاريخ لمن لا يعرف قدر الجيش المصرى العظيم، إنه تاريخ حافل بالمصداقية والعظمة والكفاح للجيش المصرى على مدى تاريخه العريق، مما يؤهله لإحتلال مكانة متميزة فى نفوس المصريين، خاصة فى أحلك الظروف التى تمر بها البلاد وأشد خطراً فيها على فكرة الدولة القانونية والحفاظ على ترابها المقدس.

واختتم الدكتور محمد خفاجى، بأن الأمة التى لا تعيش فى ظل جيش قوى يحمى حدودها وسلامة أراضيها، ويحقق أمنها وسلامة مواطنيها والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم، هى أمة ضائعة، إن قوة وعظمة الجيش المصرى فى نفوس المصريين، يفسر لنا أسباب ذلك الإجلال، ويبين لنا الوسيلة التى تمكن الدولة المصرية من أن تجعل من الحاضر مستقبلاً أفضل، وذلك بفهم الطريقة التى أصبح بها الماضى حاضراً.

وينبغى على جميع المصريين أن ينظروا إلى هذا التاريخ العبقرى للجيش المصرى فى الماضى، على أنه ذات يوم مستقبلاً كما لو كان يتحرك أمام أعيننا لا كشئ ذهب وانقضى، إن الشعب المصرى صاحب السلطات ومصدرها بمنح الدولة المصرية التفويض اللازم لمواجهة ثمة عدوان على ذرة تراب من أرض سيناء الطاهرة، وبما لا يفرغ القضية الفسلطينية من مضمونها، إنما يتجه بأبصاره إلى الأمام لتحيا مصر وطننا عظيماً للمصريين القادرين على صناعة وصياغة التاريخ قديما وحديثا.

 

مصدر الخبر | موقع النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock